الشيخ الجوزو يعترف هزيمة الجيش الحر هزيمة لأميركا وأوروبا
د.نسيب حطيط
بعد ثلاث سنوات من بدء الأحداث الدامية في سوريا، اعترف مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بأن "هزيمة الجيش الحر في سوريا هزيمة لأميركا وأوروبا"
إن اعتراف المفتي الجوزو وإن جاء متأخراً لكنه يظهر استقرار بذرة الخير في فكره وفي لحظة إنفعال وغضب وبعيداً عن المؤثرات الخارجية الضاغطة ،فقد عرف أخيراً بأن الجيش الحر في سوريا هو أداة أميركية غربية وإسرائيلية تماماً كما كان جيش لبنان الحر بقيادة العميلين سعد حداد وانطوان لحد في لبنان أداة إسرائيلية -أميركية لإحتلال لبنان وقتل مواطنيه.
إننا نقول لسماحة الشيخ الجوزو إن مسؤوليته الدينية تفرض عليه قول الحقيقة وأن ينحاز إلى أمته وأشقائه وأن لا يناصر من دمر أشقائه في سوريا وهو الذي يشتم صباحاً ومساءً إيران والمقاومة لأنهم يريدون السيطرة على أهل السنة وفق رأيه..! ونسأله هل إسرائيل تنصر أهل السنة وتتحالف معهم في فلسطين ولبنان وكل العالم العربي ؟ وإذا كانت عدواً وتحاول السيطرة على الجميع بما فيهم أهل السنة فلماذا تغيبها عن تصريحاتك وخطاباتك فعلى الأقل هاجمها كما تهاجم إيران والمقاومة !!
هل المقاومة وسوريا وإيران احتلوا فلسطين والقدس ويحاصرن غزة !! وهل أغلقت إيران معابر رفح أم الأخوان المسلمون؟
نوضح لسماحة المفتي العزيز
أميركا هي التي غزت أفغانستان فقتلت المدنيينز.. أميركا ا احتلت العراق وقتلت مئات الآلاف ..إسرائيل التي إجتاحت غزة واحتلت القدس ثالث الحرمين وتحاول هدمه...فكم تصريح أو اعتصام أو تحرك قمتم به لنصرة الأقصى أو لفك الحصار عن غزة ؟
ما هو موقفكم لما يجري في ليبيا حيث لا وجود لإيران أو سوريا أو المقاومة بل يتواجد "الناتو" وأهل الخليج والإخوان المسلمون ويتصارعون ولم يبق في ليبيا لا دولة ولا مؤسسات ولا نفط إنها دولة الفوضى وكلها من الإخوة أهل السنة يقتلون بعضهم وأذاقوا الشعب الليبي المسكين الويلات بعدما قهره القذافي طوال 40 عاماً وأذاقه المرارة وزجه في السجون أو النفي للخارج والإغتيالات.
سماحة الشيخ الكريم
مهما اختلفت السياسة والأهداف فإن واجبنا عدم تجاوز بعض الحدود الشرعية ومنها التعاون مع المحتلين خاصة الصهاينة ... نسالك ما هو موقفك من التعاون الصهيوني مع أخوتك ثوار سوريا في الجولان وهم يصافحون نتنياهو في المستشفيات الإسرائيلية .. وما هو موقفك من اللبواني عضو الإئتلاف السوري الذي يستنجد بإسرائيل لإسقاط النظام في سوريا والنصر على الجيش العربي السوري..
مسؤوليتك أكبر من مسؤوليتنا فانت مفت ورجل دين وما تقوله يمكن أن يلتزم به بعض العامة فإن كان شراً كان وزره عليك واثمه عليك... وعليك ان تتحقق وتبحث عن الحقيقة والحق وتختلف مع من تشاء لكن في طاعة الله سبحانه وتعالى... ولا يمكنك طاعة الله سبحانهبمناصرة أو السكوت عن أعدائه... إسرائيل وأميركا أعداء الله الذين يقتلون عباده من أخوتك في فلسطين وأفغانستان والعراق واليمن وليبيا والصومال .
عليك الإنتظار قليلاً فلربما انتهى الحوار السياسي الإقليمي إلى التعاون وتهدئة الأجواء وسيطلب منك ومن غيرك التهدئة والمواقف الإيجابية والهدوء مع الآخرين ... فلا تحرق جسور العودة ولا تشعل النار في مراكب اللقاء والحوار... والسياسة تدور وتدور فلا تجعاها تصيبك بالدوار العفوي والسياسي... نتمنى كل الخير لسماحتكم وأنت الذي كانت له مواقف وطنية وإسلامية منذ إنتفاضة شباط عام 1984 وتشارك في احتفالاتنا ،بعيداً عن المذهبية فأتمنى أن تعود كما كنت مع الحق والحقيقة ضد العدو الإسرائيلي وأن تبادر لإطفاء النار المذهبية والدعوة للحوار والمحبة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وهدانا الله وإياكم إلى الصراط المستقيم.